لطالما كان دونالد ترامب شخصية مؤثرة في الاقتصاد العالمي، حيث انعكست سياساته وتصريحاته على الأسواق المالية، خاصة أسعار النفط، الذهب، والدولار الأمريكي. فمنذ توليه الرئاسة عام 2016 وحتى بعد خروجه من البيت الأبيض، استمرت الأسواق في التفاعل مع آرائه وتحركاته السياسية.
أولًا: تأثير ترامب على أسعار النفط
اعتمد ترامب خلال رئاسته على سياسة "أمريكا أولًا"، مما دفعه إلى إعادة هيكلة سياسات الطاقة وتعزيز إنتاج النفط الصخري، مما ساهم في زيادة المعروض العالمي. كما أن انسحابه من الاتفاق النووي الإيراني في 2018 وإعادة فرض العقوبات على إيران أدى إلى اضطرابات في أسواق النفط، مما تسبب في ارتفاع الأسعار بشكل ملحوظ.
ومع ذلك، فإن ضغطه المستمر على منظمة "أوبك" لزيادة الإنتاج كان له تأثير معاكس، حيث دفع الأسعار أحيانًا إلى الانخفاض. كما أن الحرب التجارية مع الصين أثرت على الطلب العالمي، مما أدى إلى تقلبات في أسعار النفط.
ثانيًا: تأثير ترامب على أسعار الذهب
ارتبطت أسعار الذهب في عهد ترامب بعدم اليقين السياسي والاقتصادي. فعند تصاعد التوترات التجارية بين الولايات المتحدة والصين، لجأ المستثمرون إلى الذهب كملاذ آمن، مما رفع أسعاره.
وفي الوقت نفسه، أدت سياسات التحفيز الاقتصادي وخفض الضرائب إلى زيادة شهية المستثمرين نحو الأصول ذات المخاطر العالية، مما حدّ أحيانًا من ارتفاع الذهب. ولكن مع تصاعد المخاوف من الركود الاقتصادي، شهد الذهب ارتفاعات ملحوظة خاصة خلال الأزمات الكبرى، مثل أزمة كورونا في 2020.
ثالثًا: تأثير ترامب على الدولار الأمريكي
لعب ترامب دورًا محوريًا في تحركات الدولار الأمريكي، حيث كانت سياسته التجارية العدائية تجاه الصين وأوروبا سببًا في تقلبات الدولار. كما أن ضغوطه المستمرة على الاحتياطي الفيدرالي لخفض أسعار الفائدة كانت تهدف إلى دعم النمو الاقتصادي، مما أدى إلى فترات ضعف للدولار.
إلا أن التخفيضات الضريبية التي أقرها خلال رئاسته عززت النمو الاقتصادي الأمريكي، مما زاد من جاذبية الدولار في بعض الفترات. لكن تصريحات ترامب العنيفة ضد سياسات الاحتياطي الفيدرالي وعدم استقراره السياسي جعلت الدولار أكثر تقلبًا من المعتاد.
الخلاصة
كان تأثير ترامب على الأسواق المالية ضخمًا، حيث لعب دورًا رئيسيًا في توجيه أسعار النفط والذهب والدولار من خلال قراراته وتصريحاته. وبينما دعم بعض سياساته الاقتصاد الأمريكي، تسببت سياسات أخرى في حالة من عدم اليقين، مما أدى إلى تقلبات حادة في الأسواق. ومع استمرار تأثيره في المشهد السياسي، يبقى السؤال: هل سيستمر تأثير ترامب على هذه الأصول في المستقبل؟